حـريـة الصحافـة بين جريـدة واشنطن بوسط و جريدة تيل كيل


حـريـة الصحافـة بين جريـدة
واشنطن بوسط و جريدة تيل كيل



رغم ما يقال على ان أمريكا تكيل بمكيالين و انها دولة إمبريالية و تسيطر على النظام العالمي الجديد فلا بد من ان
 نعترف لها بحرية الصحافة هذه الصحافة التي ورطت نكسون بما عرف بفضيحة ووتركيت وورطت كلنتن بما عرف
 بفضيحة مونيكا لوينسكي وورطت جورج بوش بما يعرف بفضيحة كذب المخابرات حول الادعاء بان العراق يمتلك
 أسلحة الدمار الشامل.
و فضيحة السجون السرية في أوربا الشرقية و تنقلات الطائرات التابعة لوكالة المخابرات الأمريكية CIA  و هي تحمل
 العديد من السجناء التابعين لتنظيم القاعدة او المتهمين بذلك.
و بين المحطات التي توقفت فيها تلك الطائرات: محطة المغرب اذ صرح بعض السجناء أنهم قضوا عدة شهور
 بالمغرب في سجن تمارة قبل الانتقال إلى غوا  تانامو.
هذه الأسرار التي نشرتها صحيفة واشنطن بوسط كانت دافعا أساسيا للسياسيين داخل السوق الأوربية المشتركة في
 تسطير استراتيجية و واضحة.
طالبوا من خلالها جميع الدول الأوربية ( و خصوصا) أوربا الشرقية بفتح تحقيق دقيق حول هذه المسالة دفاعا عن
 حقوق الإنسان و سمعة أوربا.
كما دفعت هذه الفضيحة التي كشفتها صحيفة واشنطن بوسط و من بعدها مختلف الصحافة الأوربية.
دفعت المقرر الخاص للأمم المتحدة حول التعذيب بان طلب من مجلس أوربا فتح تحقيق عالي المستوى و الدقة
حول هذا الموضوع كل هذا دون ان تقوم أجهزة الدولة الأمريكية بمضايقة صحيفة واشنطن بوسط أو أن تلفق لها
التهم لان حرية الصحافة و حرية الرأي شرط أساسي في الدول الديموقراطية لكن ما جرى لصحيفــة تيل كيل في
 مغربنا الحبيب يجعلنا نطرح عدة أسئلة حول مرحلة الانتقال الديموقراطي المنشود.
فكيف في ظرف وجيز يحكم على صحيفة تتوخى الحرية من اجل تصحيح أخطاء المجتمع بمحاكميه و محكوميه 
    و هذا دورها الحقيقي يحكم عليها بأداء مبلغين كبيرين.
1-              90 مليون سنتيم
2-    ينتظران ان يحكم عليها بما قدره مليون درهم حسب ما طلبه المطالب بالحق المدني.
فهل هناك وجه للمقارنة بين الصحافة هنا و هناك.
و هل يمكن ان يتقدم مجتمعنا دون حرية الصحافة و حرية الرأي و التعبير.
هل ما يحصل في الساحة من بزوغ بعض الانتكاسات هو عنوان لاجهاظ مسلسل الانتقال الديموقراطي ام هو تعبير
 عن رأي بقايا نظام قديم يحاربون به أصحاب الجاه و المال.
و على أية حال فان الظرفية تتطلب التخلي عن أساليب الالتواء و إرجاع عقارب الساعة إلى الوراء.


0 التعليقات:

إرسال تعليق